فساد الحكومة الليبية وسوء الإدارة كارثة أخرى

تسببت الفيضانات التي اجتاحت ليبيا الأسبوع الماضي في أضرار واسعة النطاق، حيث دمرت منازل وبنى تحتية وتسببت في خسائر بشرية فادحة شرقي ليبيا. وبينما ألقت حكومة شرق البلاد باللوم على التغيرات المناخية، يرى البعض أن الفساد وسوء الإدارة ساهما بشكل كبير في تفاقم الكارثة.

منظر جوي للدمار الذي خلفته الفيضانات التي سببتها العاصفة "دانيال" بتاريخ 12 سبتمبر (CNN)

وصرّح الإعلامي الليبي، مراد خليل، لصحيفة كلية محمد بن راشد للإعلام: "في ليبيا هناك سوء إداراة في كل القطاعات وعلى رأسها السياسة، وحقيقة ليبيا تعاني منذ سنوات طويلة الاهمال خاصة في البنية التحتية". وبيّن استيأه من عدم قدرة حكومة شرق ليبيا على الاستجابة السريعة مع الكارثة وتداعياتها من قبيل انتشال جثث الضحايا وتقديم الدعم والمساعدة الضرورية للمنكوبين، مما زاد حجم الخسارة.

الإعلامي مراد خليل

وأضاف خليل، الذي يعمل لدى قناة BBC في طرابلس، "ألوم الدولة والحكومتين على ما خلّفت هذه الفيضانات من عواقبٍ وخيمة وأرواح بشرية إذ كل جهة تقذف الكرة على الأخرى وتدعي خلو مسؤوليتها". وذلك لأن السدين اللذين انفجرا في درنة، لم يخضعا للصيانة منذ عام 2002.

وبلغ عدد ضحايا فيضانات مدينة درنة في شرق ليبيا 11,300 قتيل، وفقاً لتقديرات الهلال الأحمر الليبي، أمس الأربعاء.

"ومن أبرز عواقب فساد السلطة الليبية هو انشاء مقابر جماعية لدفن ضحايا الفيضانات" كما وضح المؤثر الليبي، والمقيم في دبي، وليد المصراتي. وقال: "هذه المقابر قد تتسبب في مشكلات نفسية طويلة الأمد لعائلات الضحايا أو قد يحدث مخاطر صحية إذا كانت الجثث مدفونة بالقرب من المياه".

صورة من المقابر الجماعية (DW) وهذا ماحذرت منه منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إذ دعت السلطات في ليبيا إلى التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية، بعد أن أظهر تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من ألف شخص دفنوا بهذه الطريقة، وفقاً لوكالة رويترز.

صورة من المقابر الجماعية (DW)

وفي إطارٍ آخر، توجه الطالبة الليبة، مها خليفة، لوم سوء إدارة الحكومة على "المواطن الليبي الذي يرى الفساد بعينيه ولا يفعل شيئاً، رغم أنه المتضرر الأول والأخير" على حد تعبيرها. وتوضح طالبة العلاقات الدولية في جامعة الشارقة: "تبيّن فشل الدولة في إدارة وفك الأزمات منذ 12 عشر سنة فقد جعلوا المسؤولين خلافهم السياسي والميليشي هو الأساس وليس إعمار ليبيا".

ومنذ سقوط نظام الرئيس القذافي في عام 2011، واجهت ليبيا أزمة سياسية وأمنية عميقة؛ وضعفت المؤسسات الحكومية، وانتشر الفساد وسوء الإدارة في جميع أنحاء البلاد، حسب منظمة هيومن رايتس ووتش.