وثائق ويكليكس: "سلاح ذو حدين"

الصحفي وتسريبات ويكيليكس: بين أخلاقيات المهنة ومسؤولية الإعلام

هل وثائق ويكيليكس أداة للخيرأم للشر؟ سلاح ذو حدين يمكن استخدامه للكشف عن الحقيقة أو اخفائها، إذ تتطلب معالجة الوثائق هذه توازنًا حساسًا بين حق الجمهور في معرفة الحقيقة وحق الأفراد والمؤسسات في الحفاظ على سريتهم.

 "في يد الصحفي المسؤول، يمكن أن تكون وثائق ويكيليكس أداة قوية للكشف عن الفساد وإحداث التغيير" كما وضح دكتور الصحافة والنشر الإلكتروني بجامعة الملك خالد بالسعودية، الجزائري، ساعد ساعد لصحيفة MBRSC، مضيفاً "لكن في يد الصحفي الذي يسعى إلى السلطة أو الانتقام، يمكن أن تكون الوثائق هذه أداة خطيرة تؤدي إلى نتائج كارثية ".

عضو كرسي اليونسكو لبحوث الاتصال، الدكتور ساعد ساعد

وثائق ويكيليكس

ووثائق ويكيليكس هي مجموعة من المستندات والمواد المصورة السرية وذات القيمة الإخبارية العالية التي تم تسريبها إلى موقع ويكيليكس، وهو منظمة دولية غير ربحية تنشر المستندات هذه من مصادر صحفية وتسريبات أخبارية مجهولة.

ومنذ تأسيسها 2006، نشرت ويكيليكس آلاف الوثائق السرية التي تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الحروب، السياسة، والأعمال التجارية. وقد أثارت التسريبات هذه جدلاً واسعاً، حيث اتهمت بعض الحكومات والمؤسسات ويكيليكس بانتهاك السرية وتعريض الأفراد للخطر.

وبالنسبة للصحفيين، فإن التعامل مع تسريبات ويكيليكس يمثل تحدياً أخلاقياً كبيراً. من ناحية، قد توفر التسريبات هذه معلومات مهمة للجمهور، والتي قد لا تكون متاحة من خلال مصادر أخرى. من ناحية أخرى، قد تتضمن معلومات سرية أو حساسة تخترق الهيكل السياسي تزعزع الاستقرار وتهدد أمن الدول، حسب موقع BBC.

الموقف الأخلاقي

يتفق دكتور الإعلام والإخراج التلفزيوني بجامعة الكويت ورئيس الجمعية العربية الأميركية لأساتذة الاتصال، يوسف الفيلقاوي،  مع هذه المعايير الأخلاقية. ويؤكد: "على الصحفي الالتزام بأخلاقيات المهنة، أي موازنة كفتي الميزان، وتفضيل مايراه يخدم الجمهور أكثر. وذلك إما بنشر التسريبات أم التحفظ عنها، بغض النظر عن عن أهمية أو تأثير المعلومات إيجابي كان أم سلبي".

والصحفي يجب أن يكون مؤتمن فهو مثل الطبيب النفسي، والمحامي وغيره في الحفاظ على سرية معلوماته ومصادره، على حد تعبيره.

رأيٌ مختلفٌ

من ناحية أخرى، يرى الصحفي والكاتب السوري، الحاصل على دكتوراة في علم النفس، أيوب الحجلي، أن التسريبات هي جزء من واقع الإعلام الحديث وأنها مصدر هام للأخبار والمعلومات. مؤكداً على ضرورة مساهمة الصحفي في توجيه النقاش العام وتقديم تحليلات موضوعية للتسريبات بدلاً من "إثارة الجدل فقط".

وشدد الحجلي الذي يترأس تحرير مجلة حروف الثقافية، على أهمية أن يقوم كل صحفي "برفع قيمة حرية الرأي والتعبير وحق الناس في المعرفة". ويجب على الصحفيين دعم ونشر التسريبات "حتى وإن كانت تنتهك الخصوصية بعض الشيء"، لأنها تكشف عن أنشطة غير قانونية وغير أخلاقية على حد قوله.

ويذكر أن الصحف التي أعطيت الوثائق المسربة قبل نشرها على موقع ويكيليكس، قد نسقت العمل فيما بينها بما يتعلق بتوقيت النشر والوثائق التي تنشر، لتفادي الفوضى والتعارض في المعلومات المنشورة،  كما أظهرت سلوكاً احترافياً وأخلاقياً حسب موقع BBC.