نقاشات وتضارب آراء في منتدى الإعلام العربي2023

هل سيبتلع الميتافيرس والذكاء الاصطناعي، الإعلام التقليدي؟ كَثُرت النقاشات وتضاربت الآراء في جلسة "مستقبل الصحافة بين الويب 3 والميتافيرس" في منتدى الإعلام العربي الذي أقيم في 26 و27 سبتمبر الجاري.

وتمحورت الجلسة حول التداعيات المحتملة لاستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، على الفرص الوظيفية المتاحة للعاملين في قطاع الإعلام ضمن فعاليات اليوم الأول للمنتدى، في دورته الحادية والعشرين في دبي.

صورة من جلسة "مستقبل الصحافة بين الويب 3"

وشارك في الجلسة النقاشية خبير أتمتة الروبوتات والمدير التنفيذي ل IApply، إسلام الشنطاوي، والكاتب والمحلل السياسي، ياسر عبدالعزيز، ورئيس جمعية الصحافيين الإماراتية، محمد الحمادي، ومدير الأخبار في قناة سكاي نيوز عربية، عبده جادالله، وأدار الجلسة الإعلامي صهيب شراير من القناة عينها.

التطور

وبدأت الجلسة بتأكيد الشنطاوي على أن "السنوات الخمس الأخيرة شهدت تغييراً جذرياً مهد لما يسمى ويب3 (الجيل الثالث)". وهو الجيل التالي لتكنولوجيا الإنترنت، ويعتمد بشكل كبير على تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا بلوك شين، ويهدفُ إلى انشاء مواقع وتطبيقات ويب مفتوحة تقدم فهماً محسناً للبيانات.

وأضاف الشنطاوي: "يمكن التحكم في الخطاب الإعلامي مع ويب3"، على الرغم من أن الإنترنت متاحة للجميع. مؤكداً أن استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي يؤدي إلى ارتقائه وجودته فنياً، إضافة إلى أنه "وسيلة ضخمة للأرباح من خلال الإعلانات".

الوظائف

ومن جانبه بيّن ياسر عبد العزيز، أن "الذكاء الاصطناعي سيؤثر سلباً في الوظائف الإعلامية، وفي الاعتماد على العنصر البشري"، لافتاً إلى أنه يستخدم حالياً في إعداد أخبار وتقارير صحفية "أكثر دقة وحرفية من عمل الإنسان".

أما عبده جاب الله فكان له وجهة نظر أخرى، إذ برهن أن "الإنسان هو أساس العمل الصحفي، ولا يمكن الاستغناء عنه من أجل التطورات التقنية والذكاء الاصطناعي"، وأشار إلى أن التكنولوجيا ستبتلع كثيراً من الوظائف، وقد تستحدث أخرى.

وفي الإطار عينيه، أكد محمد الحمادي، أن مرحلة ضياع الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي تم تجاوزها، والآن لا بد من التفكير في آلية التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، التي شهدت تطوراً كبيراً مثل أن "الجمهور العربي أصبح يشاهد القنوات الصينية مباشرة باللغة العربية دون الحاجة إلى مترجم".

لقاءات خاصة

"التوصية التي خرجت بها الجلسة هي أنه ليس علينا أن نقلق وليس علينا أن نطمئن، بل علينا أن نتعلم ما هو قادم في عالم الصحافة والجيل الثالث من الانترنت كي لا يفوتنا القطار" كما وضح صهيب شرارة في لقاءٍ خاص مع كلية محمد بن راشد للإعلام.

وفي الضفة الأخرى، "أنا أرفض الذكاء الاصطناعي وكل هذه التقنيات التي تزعزع مكانة الإعلامي" هذه كانت أولى كلمات الإعلامية الأردنية، ناديا الزغبي، التي أكدت أنه لا يمكن استبدال إعلامي لديه من الثقافة، والشعور والفكر بجهاز ملقن. وفي الوقت نفسه ناقضت الزغبي كلامها باعترافها أن "الرفض وانكار الواقع لا يلغيه بل يبقينا خارجه".

صورة من مقابلة MBRSC مع ناديا الزغبي

وحول مدى جاهزية الوطن العربي لادخال الميتافيرس في الصحافة، وضح الدكتور في علم الأحياء، والمؤثر والكاتب اللبناني، خالد غطاس، "الشباب العربي اليوم واعي ومنفتح وجاهز، خاصة بوجود بيئة داعمة مثل دبي، حاضنة لجيل من الشباب المتمكن". ومجرد مناقشة قضايا وتطورات الويب3 والميتافرس يعني أننا نواكب العالم على حد تعبيره.

صورة من مقابلة MBRSC مع خالد غطاس

ونظم المنتدى، "نادي دبي للصحافة" تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي. واستمرت أعماله على مدار يومين، بمشاركة العديد من الوزراء والساسة وقيادات المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية، وكبار الكُتّاب والإعلاميين في المنطقة والعالم، وتخلله حفل توزيع جوائز الإعلام العربي 2023.